لوتس نت
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 شوكولاتة!!

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
لوتس نت
Admin
لوتس نت


المساهمات : 47
تاريخ التسجيل : 15/03/2008

شوكولاتة!! Empty
مُساهمةموضوع: شوكولاتة!!   شوكولاتة!! I_icon_minitimeالأحد أبريل 06, 2008 5:04 am

شوكولاتة!! Shaba_01


في أحيان كثيرة تتحول أشياء معتادة في حياتك إلى أمور غريبة فجأة.. وفي أحيان كثيرة لا يعني اعتيادك أشياء بعينها أن تعتادك هي أيضًا بالضرورة!.. فمن الممكن أن يقرر جسدك فجأة تمرده على عاداتك هذه، أو يعلن غضبه؛ ليساعدك في إضافة بعض المرح لحياتك المملة هذه!

كانت بداية اليوم بداية مشرقة سعيدة، لم تكن تنبئ عن أي مخاطر أو إثارة من أي نوع.. استيقظت مبكرًا كعادتي، وبدأت فطوري بشرب كوب كبير من الشيكولاتة الساخنة، ثم لمحت قطعة شيكولاتة مغرية داخل الثلاجة فلم أحتجْ لأكثر من ثلاث ثوانٍ كي تسقط حصون مقاومتي، ولم أحتج إلا لثلاث ثوانٍ أخرى كي أفتح غلافها في عشق وأنا أكمل إحدى الروايات.. أنهيتها في تلذّذ شاعرة برضا غامر عن الكون -الشيكولاتة وليس الرواية!- ودبّ النشاط بداخلي فجأة، فبدأت في السابعة صباحًا في القيام بأعمال المنزل بكل همة وحماس، وانتهيت من إعداد طعام الغذاء، فوجدت أنها لا زالت التاسعة والنصف صباحًا فقط! ولا شعوريًّا من جديد فتحت الثلاجة، وسحبت قطعة أخرى من الشيكولاتة، وجلست كي أنهي فصول الرواية التي أقرأها..

مرت الدقائق وأنا مستغرقة تمامًا في الأحداث ثم أحسست بحكة في خدي الأيمن، فظننت أنها ناموسة ظلت ساهرة حتى الصباح، وبعدها بدقائق أنهيت الرواية، وكنت بدأت أشعر بسخونة في أذني، فتخففت قليلاً من بعض ملابسي.. نظرت إلى ساعتي، فوجدت أنه ما زال أمامي وقتٌ كافٍ.. ارتديت ملابسي مسرعة، وتوجهت إلى السوبر ماركت الذي بجوارنا؛ لأبتاع منه بعض احتياجات المنزل.. أمضيت فترة به أتأمّل البضائع، وأقرأ العروض والخصومات، وما زلت أشعر بالحرارة الشديدة رغم خلعي للبلوفر الصوف، فلم يعد هناك ما يمكن خلعه بعد ذلك!.. أخذت إحدى الأوراق، وشرعت في استخدمها كمروحة؛ كي تخفف من حِدّة الحرارة التي أشعر بها.. ثم أصابني الاختناق، فقررت الإسراع بالخروج إلى الشارع؛ لعل الهواء يحسّن من حالتي.. وضعت مشترواتي القليلة أمام البائع، وأخرجت حافظة نقودي.. رفع نظره إليّ في روتينية، لكن ما لبث أن جحظت عيناه، وظل يرمقني في ذهول! أصابني الحرج لهذا التصرف، ثم أصابني الغضب لإصراره على التحديق هكذا دون أي لياقة، فأخذت مشترواتي، ورحلت غاضبة من هذه الصبيانية المتأخرة لدى بعض الناس! شعرت بحكّة من جديد في وجنتيّ، فأرجعت السبب لأشعة الشمس، وازداد الشعور بالسخونة، فقررت الإسراع بالعودة للمنزل.. ما إن بدأت في استبدال ملابسي حتى أصابني الرعب لما رأيته في المرآة!..

لو لم أكن بمفردي داخل الغرفة لشككت أن هناك شخصًا آخر هو الذي يتطلع إلى المرآة!.. لكني تعرفت عيني المذعورتين -وهي الشيء الوحيد الذي بقي على حاله- لكن هالني ما تحوّل إليه أنفي ووجنتيّ! فلقد أصبح أنفي متكورًا أحمر اللون، وانتفخت خدودي بشدة، وصارت بلون أحمر قرمزي، تكاد الدماء تنفجر منها لتغرق الغرفة! مددت يدي بحرص إليها فأذا بها ساخنة.. لهذا -إذن- أصاب البائعَ الذهولُ!!

لم أدرِ ما أفعل بوجهي، فأتيت ببعض مكعبات الثلج، ووضعتها على خدي، وسمعت الصوت المحبب "تششش!".. بعد أن شعرت بالبرودة قليلاً بدأت في وضع كل ما طالته يدي من مراهم مضادة للالتهاب، وكدت أفرغ أنبوبة الكورتيزون الموضعي على وجهي، وبخاصة أنفي!.. ثم جلست أمام المرآة أرقب ما تحوَّل إليه وجهي، وما صار إليه من أماكن منتفخة ومرتفعات وهضاب حمراء تحيطها بحيرات بيضاء من المرهم، تمامًا كمهرج السيرك!، وما لبثت أن انتقلت نظرة بائع السوبر ماركت المذهولة إلي عندما لمحت أذني اليمنى تبدأ في الاحمرار هي الأخرى، ومنعت نفسي بالكاد من الصراخ رعبًا!.. يمرّ الوقت وأنا لا أدري ما الذي يحدث لي، ولا أدري ما أفعل سوى وضع المزيد من الكمادات، ودهن المزيد من الكورتيزون؛ كي تهدأ هذه الحمرة قليلاً، لكن ما لبثت أن تعود بعدها أكثر قوة! أخذت أمسك بكل الكريمات لديّ، والتي من الممكن أنّ أحدها قد سبب لي هذه الحساسية، لكن كلها اعتدت استخدامها دون متاعب..

حتى عاد أخي من عمله، وما أن رآني حتى أخذ يضحك في هيستيريا شديدة زادت من غيظي وبكائي، وبالطبع زادت من احمرار وجهي!.. ولما تمالك نفسه أخيرًا من هول ما يرى أمامه أخذ يتحسس وجهي بحذر، وملامحه تتقلص شفقة ودهشة، ثم سألني عما أضع على وجهي من كريمات، وعما أكلت وأدّى إلى هذه النتيجة المرعبة.. أعلنت أني لم أتناول سوى الشيكولاتة منذ الصباح فصاح كـ"أرشميدس": إنها السبب في هذه الحساسية الشديدة.. لكني لم أقتنع؛ خاصة أني أتناول الشيكولاتة منذ صغري، ولم يحدث شيء من هذا من قبل.. فبدأ يتأملني، ويفكر بعمق، ويحاول فهم السبب، ثم رجّح أنه في بعض الأحيان قد يصيب الجسد حساسية لا سبب لها من أشياء اعتاد عليها الجسد دون سبب معين، ثم ما يلبث الأمر أن يعود إلى ما كان عليه حين أتوقف عن استخدام الكريم أو الطعام الذي سبّب هذا كله.. أصابني الفزع لا لشيء سوى خوفي من عدم تناولي للشيكولاتة فيما بعد! لكنه طمأنني أن الأمور ستعود إلى صورتها الطبيعية سريعًا، ولم يجد أمامه نصيحة سوى الاستمرار في استعمال مضادات الحساسية ومضادات الالتهاب..

وظللت طيلة اليوم أتلصص على ملامحي من جانب المرآة، أتابع التطورات الخطيرة التي تجري بوجهي، ثم أشفق على المرآة فأبتعد عنها قليلاً!..

في اليوم التالي بدأ اللون الاحمر في الاختفاء تدريجيًّا ليحل محله الوردي الفاتح! واستمر حبسي الانفرادي بالمنزل يومًا آخر خشية أن أواجه سخرية المارّة بهذا الفن السيريالي على وجهي!.. ظللت لمدة يومين أطبّب وجهي المسكين، وأجاهد كيلا أبكي عند النظر للمرآة!. أتعجب حقا من النحس الذي يلاحقني لدرجة أن أصاب بحساسية فجائية، رغم التهامي أطنانًا من الشيكولاتة منذ مولدي دون أن أصاب بأي احمرار أو انتفاخ!.

وفي نهاية اليوم الثالث كان اللون الأحمر قد تلاشى، وبدأت في الاطمئنان قليلاً إذ لم أعد أشعر بالسخونة السابقة، وأمسكت نفسي عن إغراء الشيكولاتة بأنواعها التي تُشرب أو التي تُؤكل أو حتى التي تُشم! واطمأننت أخيرًا أن اللون الأحمر المستفزّ هذا قد ذهب إلى غير رجعة، وبينما كنت أشاهد التلفاز إذ بأخي يمر من أمامي، ثم يتوقف قليلاً؛ ليتأملني بجدية، ويسألني باهتمام: "سارة.. إنتِ كان لونك الأصلي إيه؟!"..
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://louts.rigala.net
 
شوكولاتة!!
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لوتس نت :: منتديات الافلام والسينما :: منتدى الاخبار والمناقشات-
انتقل الى: